مرشحو “الثورة” يأكلون من الصحن القواتي
لا تزال الأرقام الانتخابية في الدوائر المسيحية مبهمة، إذ أن أغلب الدراسات تُظهر أنّ قسماً كبيراً من الشارع المسيحي، غير المحزّب بشكل رسمي لا يزال لم يتخذ خياره بشأن هوية الجهة التي سيقترع لها في الانتخابات المقبلة، وهذا ما يجعل التوتر سائداً لدى التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على السواء.
إنّ هذا الواقع لا يعني أنّ وضع التيار مشابهاً لوضع القوات، فالثانية تُعاني أكثر، لا بسبب صعوبة حصولها على حلفاء وازنين يقدمون الدعم للوائحها لأجل الحصول على حاصل انتخابي وأكثر، إنما جرّاء ما تقوم به السفيرة الأميركية من خلال تجميع المرشحين لخوض الإنتخابات تحت عنوان “الثورة”.
تشعر القوات اللبنانية أن كل الوجوه التي تتبنى ترشيحها السفارة الأميركية بشكل خاص، والتي ستنال كل الدعم الدولي، هي وجوه معروفة في أوساط قوى 14 آذار سابقاً، ما يعني أنها ستأكل من نفس صحن القوات اللبنانية لا صحن التيار الوطني الحر، فالجمهور هو نفسه، وبالتالي فإن النسبة الأكبر من الناخبين المسيحيين غير المحزبين قد لا ينتخبوا لا التيار ولا القوات، وهذا يعني أن كل ما كانت تسعى إليه القوات سابقاً لن ينجح.
قد يظن البعض أنّ وصول هؤلاء إلى الندوة البرلمانية يخدم القوات اللبنانية ومشروعها، ولكن هذا غير صحيح على الإطلاق، فمعركة سمير جعجع هي الحصول على أكبر كتلة مسيحية في الإنتخابات المقبلة، بينما وصول مرشحي “الثورة” المدعومين أميركياً سيكون على حساب مرشحي القوات اللبنانية التي قد تحصل على عدد نواب أقل من العدد الذي حصلت عليه عام 2018، وبالتالي سيُضرب كل الطموح القواتي في المجلس النيابي المقبل، وفي معركة رئاسة الجمهورية المقبلة، لذلك فإن الحل المتاح أمام القوات هو التحالف مع هذه الوجوه، وهو ما يُعتبر صعباً للغاية.
محمد علوش